زوجات النبي عليه الصلاة والسلام .

الزوجة الأولى ام المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

سيتم بإذن الله تعالى عرض لحياة زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

بيوت النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - 

زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
1_ أم المؤمنين: خديجة بنت خويلد الأسديه (خير نساء العالمين)
يستفاد منها: أ_ النجاح ب_ الوفاء .

2_ أم المؤمنين: سودة بنت زمعة العامرية (صاحبة الحجرتين) 
يستفاد منها: أ_ التضحية من أجل إسعاد الزوج . 

3_ أم المؤمنين: عائشة بنت أبي بكر الصديق (افقه نساء العالمين)
يستفاد منها : أ_ الحب الزوجي ب_ الترفيه العائلي.

4_ أم المؤمنين: حفصة بنت عمر الخطاب ( الصوامة القوامة)
يستفاد منها : أ_ المداراة الزوجية ب_التأديب العائلي.

5_ أم المؤمنين: أم سلمة هند بنت ابي أمية المخزومية (الصابرة المحتسبة)
يستفاد منها: أ_ الاستشارة الزوجية .

6_ أم المؤمنين:أم حبيبة رملة بنت ابي سفيان (صاحبة المحن والمنح)
يستفاد منها: أ_ المحافظة على الاسرار الزوجية. 

7_ أم المؤمنين : صفية بنت حيي ابن اخطب (شريفة الحسب كريمة النسب)
يستفاد منها: أ_ المداراة الزوجية. 

8_ أم المؤمنين: جويرية بنت الحارث بن ابي ضرار (اعظم النساء بركة)
يستفاد منها: أ_ التدين العائلي .

9_ أم المؤمنين : زينب بنت جحش ( المرأة التي زوجها الله من فوق سبع سموات)
يستفاد منها: أ_ تحريم التبني ب_ كسر العادات السيئة.

10_ أم المؤمنين : زينب بنت خزيمة ( أم المساكين)
يستفاد منها: أ_ الحث على الصدقة.

11_أم المؤمنين :ميمونة بنت الحارث الهلالية ( آخر امهات المؤمنين)
يستفاد منها أ_ المداراة الزوجية .

*أم المؤمنين : خديجة بنت خويلد بن اسد بن عبد العزى بن قصى القرشية الاسدية،سيدة نساء العالمين وأول امرأة تزوجها النبي صلى االله عليه وسلم ولم يتزوج عليها امراة مدة حياتها ، واول من اسلم من خلق الله عز وجل لم يتقدمها رجل ولا امرأة.

*تجتمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جدهما ((قصى))، فهي من اقرب نسائه اليه في النسب.

*نشأت في بيت شرف ويسارٍ، وكانت تدعى في الجاهلية: ((الطاهرة،لشدة عفافها وصيانتها)).

*أمها: فاطمة بنت زائدة العامرية، قرشية من بني عامر بن لؤى. 

*مات ابوها في الجاهلية قبل الفجار وكان ذا شرف في قومه، فنزل مكة وحالف بها بني عبد الدار بن قصى، وكانت قريش تزوج حليفهم، فتزوجت خديجة بن ابي هالة واسمه: هند بن النباش بن زرارة التميمي ، فولدت له ولدين :هند،وهالة، فكانت خديجة تكنى ام هند .

*فلما مات ابو هاله ،تزوجت خديجة من عتيق بن عابد بن عبد الله المخزومي، فولدت له بنتًا يقال لها: ((هند))، وقد زوجتها خديجة لابن عمها صيفى أبن أميه فولدت له ((محمد)) فكان يقال لبني ((محمد)) هذا: ((بنو الطاهرة))، لمكانه خديجة .

التاجرة والصادق الأمين

كانت بنت خويلد امرأة تاجرة، من خيرة نساء قريش نسبا، وأعظمهم شرفا، وأكثرهم مالاً وجمالاً، تستأجر الرجال – بعد وفاة زوجها الثاني- في مالها ، تضاربهم إياه بشي تجعله لهم منه وكان كل شريف من قريش يطمع ان يتزوجها. 
فلما بلغها عن محمد بن عبد الله صلى االله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه، وعظم امانته، وكرم اخلاقه- فكان لا يدعي في مكة إلا بالصادق الامين- بعثت اليه وعرضت عليه ان يخرج بمالها إلى الشام تاجرًا ، مع غلام لها يقال: ((ميسرة)) على ان تعطيه ضعف ما كانت تعطى غيره من التجار. فقبل منها محمد بن عبد الله صلى لله عليه وسلم ذلك وخرج وفي مالها ومعه غلامها ميسرة
حتى قدم الشام، فنزل في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب من الرهبان يستريح من عناء السفر.
فخرج الراهب متعجبًا وقال لميسرة: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟!
فقال ميسرة: هذا رجل من قريش من اهل الحرم.
فقال له الراهب: مانزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي!!
فلما استيقظ محمد بن عبد الله صلى لله عليه وسلم انطلق الى سوق ((بصرى))
بحوران، فباع سلعته التي خرج بها ، واشترى ما اراد ان يشتري ثم اقبل قافلا الى مكة رابحًا .
فلما سمعت خديجة بعودة القافلة، خرجت تستقبلها فرأت عند قدوم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم غمامه تظله في هجير القيظ!!
ثم اخذت ما جاء به من بضاعة فباعتها وربحت فيها ضعف ما كانت تربح، فأعطت محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ضعف ما سمت به.

زواج النبي محمد من السيدة خديجة :

زواج النبي محمد( صلى الله عليه وسلم)من السيدة خديجة رضي الله عنها
عمر السيدة خديجة عندما تزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم40سنة 
عمرالنبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما تزوج السيدةخديجة رضي الله عنها 25سنة أي بينهما 15سنة 
كانت السيدة خدبجة بنت خويلد ذات قلب طاهر عظيم الشغف بمحاسن الاخلاق "فلما اخبرها ميسرة بما سمعه من الراهب وما كانت تعرفه عن محمد بن عبدالله ( صلى الله عليه وسلم ) من كمال خلق وخلق لم يظفر بمثلهما اقرانه من الشباب ووقار لم يحظ بأقله الكبار وهمه لايقف امامها الصعاب.
فاختارت خديجة امرأة بصيرة عاقله هي نفسية اخت يعلي بن اميه، لتكون واسطة الخير بينها وبين محمد بن عبدالله(صلى الله عليه وسلم).
فلما أتت نفسية محمدًا (صلى الله عليه وسلم) قالت له: مايمنعك ان تتزوج؟! 
فقال لها: ((ومـــن))؟
فقالت نفيسة: خديجة بنت خويلد، وقد ارسلتني لك كي اخبرك عن لسانها: ((إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم،وحسن خلقك، وصدق حديثك)).
فلما كان محمد(صلى الله عليه وسلم) لا يخفى عليه فضائل خديجة وصفاتها الكريمه، فقد اجابها إلى طلبها، وأنطلق الى اعمامه فأخبرهم الخبر، فوافقوا، وخرج معه عماه: ابو طالب ، وحمزة ابنا عبد المطلب، لخطبة خديجه من اهلها.
ذريه طيبه 
تزوجت خديجة بنت خويلد محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم) وشهد بيتهما حياة زوجية هادئة وهانئة لانها حياة قامت على الحب والطهر والوفاء.
وقد أثمرت تلك الحياة الهانئة عن بنين وبنات، فكانت خديجة ام اولاده كلهم _ الإ إبراهيم فإنه من مارية المصريه_ وصار لهؤلاء الاولاد في التاريخ ذكر عاطر وفي السيرة الكريمة مكان باهر، وازدادت خديجة بهذا النسل قدرًا وذكرًا، وزاد هذا النسل بخديجة فضلًا وشرفًا:

1_ القاسم
وهو اول الذريه الطاهرة وبه كان يكنى (صلى الله عليه وسلم) فيقال له: ((ابو القاسم)) ، ولقد ولد قبل البعثة وعاش حتى مشى، ثم مات بمكة.

2_ عبدالله
: ولد في الإسلام فكان يقال له: الطيب والطاهر ، وقد مات ايضًا صغيرًا بمكة.

3_ زينب

وهي كبرى بنات خديجة من محمد( صلى الله عليه وسلم) ، وقد ولدت قبل البعثة، وكانت اول من تزوج من بنات خديجة، تزوجها ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى ، ابن خالتها: هالة بنت خويلد، وكان من رجال قريش المعدودين: مالًا وأمانة وتجارة... وكانت خديجة تعده بمنزلة ولدها، فلما سألها الزواج من زينب ، عرضت خديجة الأمر على زوجها فأجابها( صلى الله عليه وسلم) ، وكان لا يخالفها، وذلك قبل ان ينزل عليه الوحي ، فزوجه من زينب.
وقد ولدت زينب لابي العاص ولدًا اسمه((علي))- مات صغيرًا- وبنتًا اسمها((أمامة)) تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة فاطمة ، وقد مات الإمام علي وهي عنده، فتزوجت ((أمامة)) بعده من المغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب.

4_ رقية
ثانيه الشموس الأربعة اللاتي ولدتهن خديجة لمحمد(صلى الله عليه وسلم). وكانت ذات جمال بارع، وقد تزوجت من عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وهاجرت معه الى الحبشه وولدت ولدًا اسمه ((عبدالله)) وبه كان يكنى اولًا وقد مات عبد الله بعد ان بلغ السادسة من عمره.
ولما سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بالمسلمين إلى بدر ، كانت رقيه رضي الله عنها مريضة مرضًا شديدًا، فبقى زوجها إلى جانبها يمرضها ويرعاها بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد توفيت يوم قدوم البشير بانتصار المسلمين في بدر، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه في غزوة بدر لسهمه وأجره.

5_ أم كلثوم
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى عثمان بن عفان رضي الله عنه حزينًا مهمومًا بعد وفاة رقية رضي الله عنها، فلما سأله عن ذلك قال: يا رسول الله، وهل دخل علي احد ما دخل علي؟.. ماتت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ىالتي كانت عندي وانقطع ظهري وانقطع الصهر بيني وبينك.
فزوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم كلثوم رضي الله عنها فكان يطلق على عثمان رضي الله عنه ((ذي النورين)) لفوزه بريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد توفيت أم كلثوم رضي الله عنها أيضًا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم .

6_ فاطمة
الزهراء ، البتول، سيدة نساء العالمين، وأشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم والتي شاء الله لها أن تكون صاحبة الذرية التي أمتد بها نسل النبي صلى الله عليه وسلم ، واتسع بها آل بيته وعترته، فقد انقطع نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذريته كلها إلا من فاطمة رضي الله عنها.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب فاطمة رضي الله عنها حبًا شديدًا، وقد زوجها من ابن عمه وأحب أهله إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فدخل بها غزوة بدر فولدت له سيدي شباب أهل الجنة، وريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدنيا: الحسن والحسين رضي الله عنهما وقيل ولدت له أيضا ولدًا أسمه ((محسنًا)) وولدت له بنتين: زينب وأم كلثوم.
ولقد شاءت الأقدار أن يتربى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في بيت خديجة رضي الله عنها، وأن ينشأ إلى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشب ويكبر، ويتزوج فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فيكون من وراء ذلك نسل طيب طهور 
وقد توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، فكانت أول أهله لحوقًا به.
وقد آمنت جميع بنات رسول صلى الله عليه وسلم – من خديجة رضي الله عنها – برسالته وهاجرن معه.

أهم الفوائد التي نستفاد منها من حياة النبي محمد  مع السيدة خديجة رضي الله عنها هي:
1_ النجاح 
مواقف السيدة خديجة رضي الله المشرفة والسبب الرئيسي لنجاح دعوة نبينًا محمد صلى الله عليه وسلم .

1_ موقفها عند نزول الوحي :
أدركت خديجة أن الله عز وجل قد أراد بها الخير الكبير والسعد العظيم حين ربطت حياتها بحياة محمد صلى الله عليه وسلم ، ووصلت أسبابها بأسبابه.. فكانت تحبه حبًا عميقًا يملأ عليها دنياها كلها، وظل هذا الحب عميقًا كريمًا طيلة حياتها، فكانت تقلق حين يغيب عنها زوجها العزيز وكانت تغالب شوقها إليه، فهي تعلم أنه كريم الخطوات ، نبيل المسالك، شريف القاصد.
فقد أحب النبي صلى الله عليه وسلم الخلوة وتطلعت عينه إلى قرآن ربه المنظور في مشاهد الأرض والسماء، فكان ينفرد عن قومه، لما يراهم عليه من الضلال المبين من عبادة الأوثان والسجود للأصنام ، وشرع يعتكف في غار حراء يتعبد فيه – على شريعة إبراهيم عليه السلام- ويطعم من جاءه من المساكين، ولا يدخل بيته بعد انصرافه إلا بعد أن يطوف بالكعبة.
ولم تضق خديجة بهذا الإعتكاف، بل رحبت به وأكبرته ونظرت إليه نظرة التقدير والإجلال ، فكانت تزود زوجها الحبيب بكل ما يحتاج إليه من طعام وشراب حتى إذا كانت الليلة التي أكرم الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم برسالته التي كانت رحمة للعالمين ، جاء الأمين جبريل عليه السلام بأمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم قال له (اقرأ).
فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ما أنا بقارئ)).
فاخذه جبريل عليه السلام فغطاه حتى بلغ منه الجهد وظن أنه الموت ، ثم أرسله وقال له : (اقرأ) .
فقال النبي متعجبًا: ((ما أرى شيء أقرأه وما أقرأ، وما أكتب!!)) وتكرر الأمر ثانية فلما كانت الثالثة قال له جبريل عليه السلام: 
(اقرَأ بِاسمِ رَبّكَ الذَى خَلَقَ 1 خَلَقَ الإنَسـان مِن عَلَقٍ 2 اقـرَأ وَرَبّكَ الأكَرَمُ 3 الذِى عَلَمَ بِالقَلَمِ 4 عَلَمَ الإنَسـانَ مَا لَم يَعلَم) سورة العلق الآيات 1-5
فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما انتهى انصرف عنه جبريل عليه السلام ، وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجًا من الغار حتى إذا كان في وسط الجبل سمع صوتًا من السماء يقول: (( يامحمد، أنت رسول الله وأنا جبريل )).
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه إلى السماء فإذا جبريل عليه السلام في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول: يا محمد أنت رسول الله وأنا جبريل)). فرجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيته يرتجف فؤاده، فما أستقبله شجر ولا حجر إلا قال: السلام عليك يارسول الله .. فيلتفت النبي صلى الله عليه وسلم حوله فلا يرى الا الشجر والحجارة !! 
فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم على زوجته خديجة قال لها، وفي نفسه من الهيبة والرهبة ما الله به عليم : ((زملوني زملوني)).
فزملوه حتى ذهب عنه الروع والخوف ، فقال لزوجته التي يلتمس دائمًا المواساة وبلسم الشفاء ((مالي يا خديجة ؟)).. وبعد أن قص عليها شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها (( لقد خشيت على نفسي )) فقد شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرًا عظيمًا لم يعهده من قبل، ولا كان في خلده .
لقد شاءت العناية الإلهية أن تتحلى خديجة بنت خويلد بفطنة عظيمة ، وبعد إدراك ، وسلامة فطرة وقوة تتميز، تمكنها من وزن الأمور ومعرفة مقاديرها ، فقد خلقت لتكون زوجة سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وسلم فجعلت بحكم الإجلال ووالله لايحزنك الله ابدًا.. إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتقرى الضيف، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق )). 
ثم جمعت الزوجة الوفيه عليها ثيابها واصطحبت زوجها، وانطلقت به حتى أتت ابن ،بالتوراة والأنجيل – فقالت له : يا أبن عم ، اسمع ما سيقصه عليك زوجي.
فلما قص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، قام إليه ورقة وقبل رأسه وقال له : أبشر، ثم أبشر، فإنك النبي الذي بشر بك أبن مريم عليه السلام ، وهذا هو الناموس الأكبر الذي كان ينزل على موسى .. يا ليتني كنت اليوم شابًا ، ياليتني أكون حيًا إذا يخرجك قومك .
فقال له النبي : ((أو مخرجي هم ؟!))
فقال له ورقة : نعم لم يأتي رجل بمثل ما جئت به إلا أوذي ، وأن يدركني كنى يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا .

الموقف الثاني :
وكانت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها أول من آمن بالله ورسوله صلى رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يسمع من المشركين شيئًا يكرهه من رد عليه، وتكذيب له فيحزنك ذلك إلا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتصدقه وتخفف عنه، وتهون عليه أمر ما يلقى من قومه.
لقد آمنت خديجة رضي الله عنها منذ أن التقى محمد صلى الله عليه وسلم بالامين جبريل عليه السلام وعاد إليها يرتجف فؤاده ، وأخبرها ورقة بن نوفل بمكانة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نبي هذا الزمان ، وأنه لا نبي بعده .
آمنت به منذ الابتداء فحازت قصب السبق إلى الإيمان وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد)). 
وكان إيمانها أمنًا وسلامًا فقد كانت هي السكن الذي يأوى إلى مافيه من رحمة وسط عنف المعارضة، وشدة المقاومة. 

الموقف الثالث (حب السيدة خديجة للنبي محمد  )
كانت تحبه حبًا جمًا فعندما رأت ميله إلى زيد ابن حارثة بعد أن صار في ملكها وهبته له ، فكانت هي السبب فيما امتاز فيه زيد ابن حارثة رضي الله عنه من السبق إلى الإسلام ، فكان أول من أسلم من الموالي.
لم ترفع خديجة رضي الله عنها صوتها يومًا على النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تتبعه يومًا من الدهر، ولم تصخب عليه يومًا، ولا آذته أبدًا بل أقامت له بيتًا فيه الهدوء والسكينة والآمن والسلام، يلقي في خارجه غبار فيه الراحة التامة، وعناء النصب، فكتب الله عز وجل بيتًا فيه الراحة التامة وفيه الرونق وفيه الجمال فيلتقي فيه جمال النظر بلطف الهدوء بعد اللغوب، وأرسل الله تعالى لها تحية طيبة مباركة من السماء..فعندما كانت في طريقها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة – ذات يوم – ومعها طعامه وشرابه، لقيها جبريل عليه السلام في صورة رجل فسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهابته، وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يقتله!!
وسبقها جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله ، هذه خديجة قد أتت ومعها إناء فيه إدام – أو طعام أو شراب – فإذا هي أتتك فأقرأ عليها السلام من ربها ومنى ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب ، لاصخب فيه ولا نصب))
فلما وصلت خديجة رضي الله عنها إلى النبي صلى الله عليه وسلم قصت عليه ما حدث فقال لها: (( هو جبريل ، وقد أمرني أن اقرأ عليك السلام.. وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب ولا نصب )).
فقالت خديجة رضي الله عنها : (( إن الله هو السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله )).
صارت للسيدة خديجة رضي الله عنها منزلة فوق منزلة نساء الأنبياء أجمعين بل صارت لها منزلة في الذروة بين نساء العالمين .. فكما كانت آسية بنت مزاحم امرأة فرعون خير نساء زمانها، وكما كانت مريم بنت عمران خير نساء عصرها ، كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها خير نساء العالمين في زمانها ، ثم كانت ابنتها وبضعتها : فاطمة الزهراء رضي الله عنها خير نساء العالمين.
وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خير نسائها: مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ))
وقال أيضًا: ((كمل من الرجل كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)) .
وقال في حديث آخر لأصحابه وقد خط في الأرض أربعة خطوط : ((أتدرون ما هذا ؟)).. فقالوا : الله ورسوله أعلم فقال رسول الله : (( أفضل نساء أهل الجنة أربع : خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون)).
فكل من آسية ومريم قد كفلت نبيًا مرسلًا، وأحسنت الصحبة في كفالتها وصدقته.. فآسيه ربت موسى عليه السلام وأحسنت إليه وصدقته حين بعث، ومريم كفلت ولدها أتم كفالة وأعظمها وصدقته حين أرسل ، وخديجة رغبت في تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها وبذلت في ذلك أموال أموالها، وصدقته حين نزل عليه الوحي من الله عز وجل . 

الموقف الرابع : 
للسيدة خديجة في نجاح دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم 

دخول السيدة خديجة في الشعب :
بالغت قريش في عدائها للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، فكتبوا صحيفة – علقوها في جوف الكعبة – تعاقدوا فيها على مقاطعة بني هاشم، فلا يتزوجوا منهم ولا يزوجوهم، ولا يبيعوهم شيئا ، ولا يبتاعوا منهم ، ولا يقبلون منهم صلحًا و لا تأخذهم بهم رأفة حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم. 
أقاموا على ذلك ثلاث سنوات، كانت خديجة رضي الله عنها من الاوائل الذين دخلوا الشعب مع زوجها صلى الله عليه وسلم تشاركه الشدة والمحنة وتتحمل معه الآم الحياة وشظف العيش . 

الموقف الخامس:
دعمها المادي في سبيل الدعوة حيث إن ديننا بني على مال إمرآة فجزاها الله الف خير .

الموقف السادس : 
طلاق بناتها 1_رقية من عتبة بن ابي لهب . 2_ام كلثوم من عتيبة بن ابي لهب. 
خطب أولاد أبي لهب عتبة وعتيبة بنات النبي محمد  رقية وأم كلثوم ولم يحصل الدخول وعندما انتشر الإسلام قال أبو لهب لأولاده طلقوا بنات النبي محمد فصبرت السيدة خديجة رضي الله عنها ولم تزعل لذلك أبدل الله بناتها بالصحابي الجليل عثمان بن عفان المبشر بالجنة ..
نلاحظ أن السيدة خديجة تدعم زوجها للنجاح بعكس أم جميل زوجة أبي لهب تدعم زوجها للفشل.

الموقف السابع 
هجرة أبنتها رقية مع زوجها إلى الحبشة..
الفائدة الثانية من حياة السيدة خديجة مع النبي محمد  هي 
2_ الوفاء 
معنى الوفاء هو صدق اللسان والعقل معا أي قوله يطابق عمله .
ان الوفاء عملة نادرة لذلك نجد صعوبة حتى نحصل عليها وهي صفة من صفة الكرما وانتمنى بيننا وبين ازواجنا 

مواقف النبي محمد  لوفائة لسيدة خديجة ...
الموقف الاول:

لم يتزوج النبي في حياتها .

الموقف الثاني

يقول النبي محمد صلى الله علية وسلم .. رزقت حبها ...

الموقف الثالث :
وسمي العام الذي توفيت فيه عام الحزن ..

الموقف الرابع
وماترويه لنا ام المومنين السيده عائشه رضي الله عنها ، فتقوب : ((ما غرت على أحد من نساء النبي محمد  ما غرت على خديجة قط وما رأيتها قط ولكن كلن يكثر ذكرها فيثنى عليه بأحسن الثناء ويستغفر لها وكان إذا ذبح الشاة قطعها اعضاء ويقول : (( أرسلوا إلى أصدقاء خديجة)) فربما قلت له : كأنه لم يكن إمراة في الدنيا إلا خديجة ..! فيقول : (( إني لا أحب حبيبها )).
الموقف الخامس 
وقد استاذنت هالة بنت خويلد – أخت خديجة – على رسول الله محمد  فارتاع لذلك وقال: (( اللهم هالة بنت خويلد )).. فعزت وقلت: هل كانت إلا عجوز؟! فقد أبدلك الله خير منها !! فغضب الرسول  حتى أهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال : (( لا والله ما ابدلني خير منها.. 
آمنت بي إذ كفر بي الناس .
وصدقتني إذ كذبني الناس .
وواستني بمالها إذ حرمني الناس.
ورزقني الله منها أولادًا إذ حرمني أولاد الناس)).
فقلت في نفسي : لا أذكرها بسيئة ابدًا ..
وفاة السيدة خديجة 
لحقت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها بالرفيق الاعلى في شهر رمضان لعشر خلون منه وذلك بعد البعثة بعشر سنوات وقبل الهجرة بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة أمضت منها مع النبي  أكثر من خمس وعشرين سنة كانت له خلالها وزير صدق على الإسلام يشكو إليها فتخفف عنه وتقويه وتشد من أزره وتجاهد معه حتى الرمق الأخير من حياتها .
وخرجوا بجسدها الطاهر من منزلها حتى دفونها بالحجون ( جبل بأعلى مكة عنده مدافن أهلها ) ونزل النبي  في حفرتها ووضعها بيده الشريفة في مثواها الاخير ولم تكن صلاة الجنازة يومئذ قد شرعت بعد في الاسلام. 
ماهي علامات الوفاء بين الزوجين ؟؟ 
1_ الدفاع عن الزوج عند أهله وأهلها 
2_ إكرام الاصدقاء في الحياة او في الممات 
3_ الثناء والدعاء له في الاستقبال والوداع 
4_ صلة الرحم والاقارب 
5_ إنفاذ الوصية بعد الموت 
قصة عن الوفاء بين الزوجين..
عندما تزوج عمر بن عبد العزيز فاطمة بنت عبد الملك أخذ منها كل ذهبها وأدخله في بيت مال المسلمين وعندما توفي عمر بن عبد العزيز ردوا لها ذهبها فرفضت ان تاخذه وقالت:
(( ماكنت لاطيعه حيًا وأعصيه ميتًا))..